إن حفظ الله ورعايته وكلاءته وعهدته حاصلة لعموم أهل الإسلام ، إكراماً لهم لدخولهم في دائرة الإسلام ، ولا يعني الحفظ والرعاية عدم وقوع البلاء ، رفعاً للدرجات وتكفيراً عن الخطيئات ، وإنما هو إخبار عن المكانة العالية والمنزلة السامية لمن كان من أهل الإسلام ، وممن بشرهم الرسول صلي الله عليه وسلم أنهم في ذمته . من صلى الصبح في جماعة ، أو حمد الله عند لبس ثوب جديد وتصدق بالقديم ، أو من قرأ آية الكرسي ، أو من استغفرت له الملائكة ، جميع هؤلاء في ذمة الله ورعايته وحفظه ، إكراماً لهم على ما أتوا من جميل الأفعال ، وحسن الخصال . وثمة أعمال من عملها فقد برئت منه عهدة الله وأمانته ورعايته ، وهي أفعال تدور بين إهمال العبد للأسباب كركوب البحر يوم هياجه ، والنوم على جدار غير مسور ، أو أعمال تنم عن الغدر والخيانة والرضا بالمنكر ، كقتل المعاهد ، والمحاباة بالحكم ، ومنع الحق بالباطل ، والإقامة بين ظهراني المشركين ، والرضا بالمنكر ، والاحتكار ، وإباق العبد ، وترك الرجل جائعاً بين يدي قوم شباع . وقسم آخر برئت منه ذمة الله ، لقطعه الصلة بينه وبين الله ، كترك الصلاة . والبعد إنما هو عن إرادة الله الكونية القدرية ، فإذا أراد العبد أن يدخل في رعاية الله وحفظه فعليه أن يأتي بمراد الله الشرعي ، وهو محبوب إليه ، وإن خرج من ذمة الله فقد وقع في نهيه الشرعي ، وهو في كل ذلك دائر في فلك الأسباب ، التي يترتب عليها الحب والرعاية ، أو الغضب والعقوبة ، والله أعلم . وصلى الله علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
إن حفظ الله ورعايته وكلاءته وعهدته حاصلة لعموم أهل الإسلام ، إكراماً لهم لدخولهم في دائرة الإسلام ، ولا يعني الحفظ والرعاية عدم وقوع البلاء ، رفعاً للدرجات وتكفيراً عن الخطيئات ، وإنما هو إخبار عن المكانة العالية والمنزلة السامية لمن كان من أهل الإسلام ، وممن بشرهم الرسول صلي الله عليه وسلم أنهم في ...