تبوأ أبو مسلم بن سالم الرواحي البهلاني عرش الشعر في عمان مطلع القرن العشرين لا يكاد ينافسه فيه أحد سوى قرنه ونظيره ابن شيخان، فكان هو شاعر العرب، وكان قرنه أمير البيان لقد مثل الشاعران قطبي الاختلاف في الذوق الشعري عند القارئ العماني، كما كان الحال في مصر بين شوقي وحافظ، وفي العراق بين جميل صدقي الزهاوي والرصافي . والواقع أن حظي من الشاعرين كان قليلاً قبيل اعتلائي منصة تدريس مقرر الأدب العماني (2) فلما علوتها أحطت بعض الإحاطة بالشاعرين؛ تاريخاً ومسلكاً وشعراً، سجلت لأبي مسلم في صفحة الذاكرة تدينه، بيد أني طويت هذا إلى حين، درست طلبتي شعره الاستنهاضي، أطلعتهم على أبجديته في الشوق والحنين إلى الوطن، قرأت لهم من شعره : تلك البوارق حاديهن مرنان» و «معاهد تذكاري سقتك العمائم (3) ، قررت لهم . امتحاناً في أبياته : خليلي ما تذكار ليلى لبانتي أقامت بنجد أم حوتها التهائم
...