تمثل حادثة انعزال الصلت بن مالك الخروصي (ت: ٢٧٥) عن الإمامة عام ۲۷۲ هـ حدثا مركزنا في تاريخ عُمان الفكري، فقد أفرزت إلى جانب التداعيات السياسية والعسكرية - انقساما في الفكر الإباضي العماني امتد قرونا من الزمن بين طائفتين هما: الرستاقية والتزوانية فتشكلت إثر ذلك مدونة كلامية واسعة في التراث العماني انبنت على اختلاف وتباين في التأصيل والتأسيس. وبعد كتاب الاهتداء، لأبي بكر أحمد بن عبد الله الكندي (ت: ٥٥٧ هـ) نصا حجاجيًا بليغا، وازن فيه مؤلفه بين آراء الطائفتين، واضعا عبر كتابه " أورغانونا خاصا توسل به للاهتداء إلى ما أسماه "اليقين" في هذه القضية التي شغلت العقل العماني، وكان لها انعكاساتها في مسارات السياسة والاجتماع في عمان ردحا طويلا من الزمن.
تمثل حادثة انعزال الصلت بن مالك الخروصي (ت: ٢٧٥) عن الإمامة عام ۲۷۲ هـ حدثا مركزنا في تاريخ عُمان الفكري، فقد أفرزت إلى جانب التداعيات السياسية والعسكرية - انقساما في الفكر الإباضي العماني امتد قرونا من الزمن بين طائفتين هما: الرستاقية والتزوانية فتشكلت إثر ذلك مدونة كلامية واسعة في التراث العماني ا...