يعد الخلق الرفيع من أنجع الوسائل في تبليغ دعوة الإسلام وتحبيبها إلى قلوب الناس، وقد مثل العمانيون نموذجا حضاريا فريدا في هذا السياق حيث اتسمت تحركاتهم الدعوية والتجارية خارج حدودهم بسلوك راق يتجلى في "الهدوء" و"السمت الحسن"؛ مما أسهم في إقناع كثير من الشعوب بالدخول في الإسلام طواعية. تسلط هذه الورقة الضوء على القيم الأخلاقية التي تحلى بها العمانيون وبخاصة سمتا الهدوء والسمت، اللتين ظهرتا جليا في تعاملهم مع المجتمعات المختلفة، لا سيما في سواحل شرق إفريقيا، وعالم الملايو، والهند، حيث انعكست هذه الأخلاق في التواضع، والسكينة، وضبط النفس، ولين الجانب والالتزام بالآداب الإسلامية الرفيعة في القول والعمل. يعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، مستندا إلى المصادر التاريخية، وروايات الرحالة المسلمين، وشهادات محلية من شعوب البلدان التي تفاعل معها العمانيون ويهدف إلى تقديم قراءة أخلاقية دعوية لدور العمانيين في نشر الإسلام، بعيدا عن السرد الجغرافي والتجاري المعتاد، مع إبراز كيف شكلت الأخلاق الهادئة وسيلة فعالة غير مباشرة للدعوة إلى الله.
...