تكاد عبقرية الخليل بن أحمد الفراهيدي تكون محل إجماع بين الأولين والآخرين، ولم يزل الناس يضربون المثل بالخليل في فهمه وفطنته وعلمه، ويشهدون له بالأولية في مجالات شتى. وبقدر اتفاقهم على ذلك تعددت أنظارهم تجاه نسبة كتاب (العين) إليه. وعلى الرغم من ذلك نال الكتاب شهرة كبيرة عند المتقدمين، بين ناسخ له، ومقتبس منه، ومُحَثَّ عليه، وزائد إليه، وناقد لغلطه، ومستدرك لفائته، وكثرت نُسخه الخطية، وتميّز بعضها بالنسبة إلى مَنْ تَمَلَّكها أو نَظَرَ فيها، فيقال: نسخة الشيخ فلان، وأصل العالم فلان، وأُم الأستاذ فلان. ومن اللافت للنظر أن تُفقد أصوله الخطية المتقدمة في العصور الأخيرة، ويلتمس الساعون إلى طبعه نُسَخًا مخطوطة له قبل الألف الهجرية دون جدوى وذلك ما جعل طبعاته محل نقد ونظر؛ لكثرة الغلط في أصولها
...