لئن كان الكتاب - كما قال الجاحظ (1) - وعاءً مُلِئَ عِلْمًا، وظَرْفًا (2) حُشِيَ ظَرْفًا (3) ، وإناءً شُحِنَ مُزَاحًا وجِدًّا ؛ فالعُمانيون أنفسهم كانوا أوعية عِلْمٍ، وظروف معارف، وآنية مشحونة خيرًا كثيرًا. وليست التزكية محض عبث؛ فالتراث شاهد على أنهم طرقوا شتى أبواب العلوم؛ بدءًا من اللغة والعلوم الشرعية والتاريخية، ومرورا بالعلوم النظرية والتجريبية، وانتهاء بالفلسفة والعلوم الاجتماعية والفنون والمعارف العامة. وكانت لهم إسهامات معتبرة ما زالت في طي النسيان. هذه السلسلة تسعى إلى التعريف بنماذج من نتاج العمانيين في المعارف الإنسانية؛ في سبيل رفع شيء من الجهالة عنها.
...