الحديث عن مقاصد الشريعة وأهدافها له مكانة عظيمة في نفوس العلماء والمفكرين والباحثين، إذ به تُعرف حقيقة الأحكام ومآلاتها، ويزداد الأمر أهمية وحضوراً عند مواجهة المستجدات التي تعصف بالأمة على شتى الصعد والمستويات، ويزداد أمر المقاصد أهمية وخطورة، عندما نريد أن ننزل الأحكام الشرعية على مظان الوقائع والمستجدات الحديثة، وفي البال : أن الوقائع السياسية المعاصرة، لها من الخطورة والأهمية ما يجعل من دارستها من منظور مقاصد الشريعة هو الأفضل والأحكم. وفي دراستنا هذه، سنحاول قدر الإمكان تجلية أهمية القراءة المقاصدية الأصولية في دراسة أبعاد القضية الفلسطينية، وهذا البعد له علاقة وثيقة بمقصد "النسل ،" أو "العرض"، كما يقول الأصوليون، لا سيما وأن الصراع السكاني أو الديموغرفي Demographic هو أحد أوجه الصراع العربي الصهيوني. ولقد أصبحت المشكلة السكانية، أو ما يتعارف عليها البعض بـ "قنبلة موقوتة" تهدد مستقبل الكيان الصهيوني، وبالتالي وجب على الباحثين النظر فيها عن قرب ، وسبر أغوارها ، لأنها في النهاية سيكون لها أثر فعال في تحديد مسار الصراع العربي الصهيوني، في ظل أنباء تتحدث عن أن الشعب الفلسطيني سيصل إلى حالة توازن ديموغرافي مع اليهود مع حلول العام 2006 على الرغم من موجات الهجرة اليهودية. دراستنا هذه، ستركز على بعد النسل أو الخطر السكاني ما بين العرب والصهاينة، من خلال قراءات الدراسات السكانية الصادرة حديثاً، والنظر إليها من منظار "مقاصدي" أصولي.
الحديث عن مقاصد الشريعة وأهدافها له مكانة عظيمة في نفوس العلماء والمفكرين والباحثين، إذ به تُعرف حقيقة الأحكام ومآلاتها، ويزداد الأمر أهمية وحضوراً عند مواجهة المستجدات التي تعصف بالأمة على شتى الصعد والمستويات، ويزداد أمر المقاصد أهمية وخطورة، عندما نريد أن ننزل الأحكام الشرعية على مظان الوقائع وال...