مرفقات :
(1)

 

المدرسة المالكية بالأندلس بين التقليد والاتباع

الغلبزوري، توفيق بن أحمد.

إن إمام دار الهجرة رضي الله عنه كان له في المدينة مجلسان للدرس : مجلس للمسائل ، ومجلس آخر للحديث ، وقد انعكس اختلاف طبيعة المجلسين على تلامذة الإمام مالك من الأندلسيين وغيرهم ، ويمكن التحقق من مظاهر هذا الاختلاف عند تلميذي مالك المصريين : ابن وهب ، وابن القاسم ، وكـذا في قصة جمع الأسدية والمدونة عند الإمامين : أسد بن الفرات ، وسحنون بن سعيد التنوخي . وقد كان لهذا الاختلاف – كذلك – أثر كبير على الأندلسيين الأوائل من تلامذة مالك رحمه الله ، ونستطيع القول : بأن المذهب المالكي بالأندلس عرف اتجاهين داخل نفس المدرسة الفقهية ، ومنذ نشأتها المبكرة . 1 – اتجاه فروعي مقلد . 2 – واتجاه تأصيلي متبع . ويبدو ذلك جلياً لكل من أمعن النظر في تاريخ المذهب المالكي بالأندلس وأعلامه وتواليفه . وفي هذا البحث أدلة على أن الاتجاه الأول هو الغالب في الأندلس ، وقد اتخذ طابع التمسك بفروع المذهب ومسائله ، مع قلة البضاعة ، أو عدم الدراية في علم الحديث والأثر ، والانصراف عن علوم السنة إلى الفقه المحض المجرد عن الأدلة . ومما يؤسف له : إن المدرسة المالكية في الأندلس سلكت هذا المسلك في بداية نشأتها وظهور أمرها ، وفي ظني أن أول من خط هذا الاتجاه بالأندلس هو : قرعوس بن العباس بن قرعوس تلميذ مالك ، وراويته ، ومن أوائل الذين أدخلوا المذهب إلى الأندلس . ولكن مـع ذلك كله ، فقد شق تيار الاتباع والدليل طريقه جنباً إلى جنب مع التيار الأول ، ومنذ زمن مبكر – أيضاً – كما ستجد في هذا البحث . وقد وجدت – بعد أن استقريت كتب تراجم فقهاء المالكية – أن أول من خط هذا الاتجاه في الأندلس : هو نفسه أول من أدخل المذهب المالكي ، موطأ مالك إليها ، وهو فقيه الأندلس ، زياد بن عبد الرحمان القرطبي الملقب بشبطون المتوفي سنة 204 هـ تلميذ مالك رضي الله عنه . وهكذا بدأ الاحتكاك والاختلاف بين هذين الاتجاهين في المدرسة المالكية الأندلسية منذ بداية النشأة ، أي في أواخر القرن الثاني للهجرة ، كما يشير إليه النص الهام الذي أورده القاضي عياض اليحصبي السبتي في ( ترتيب المدارك ) . هذا بإيجاز واختصار ما سيسعى هذا البحث إلى أن يكشف عنه النقاب ، مبيناً تأثر بعض الأندلسيين بمذهب العراقيين من أصحاب مالك في الاتباع والتأصيل ، والأخذ بالدليل ، نسأل الله تعالى التوفيق والسداد ، والعون والرشاد ، وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.

إن إمام دار الهجرة رضي الله عنه كان له في المدينة مجلسان للدرس : مجلس للمسائل ، ومجلس آخر للحديث ، وقد انعكس اختلاف طبيعة المجلسين على تلامذة الإمام مالك من الأندلسيين وغيرهم ، ويمكن التحقق من مظاهر هذا الاختلاف عند تلميذي مالك المصريين : ابن وهب ، وابن القاسم ، وكـذا في قصة جمع الأسدية والمدونة عند...

المؤلف : الغلبزوري، توفيق بن أحمد.

بيانات النشر : الكويت : جامعة الكويت، 2005مـ.

التصنيف الموضوعي : الديانات|الفقه الإسلامي .

المصدر : مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية : الكويت، الكويت.

لا توجد تقييمات للمادة

المواد التي تصفحتها مؤخرا

قواعد الإسلام

أبي طاهر إسماعيل بن موسى الجيطالي النفوسي

النحو (3)

أشرف بن محمد النعماني