الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و صحبه ومن والاه. وبعد: فإن الفتوى قناة من قنوات الدعوة إلى الله، وهي أمر تحتاجه الأمة على مر الدهور والعصور، لبيان الحق من الباطل والصحيح من الفاسد في الأقوال والأفعال والنيات. ومما لاشك فيه أن ربان الفتوى هم الراسخون في العلم المتمكنون من آدائه المتفرسون بالمستفتي. والقنوات الفضائية التي دخلت البيوت بلا استئذان، وتجاوزت حدود الأقاليم والبلدان، وشملت في برامجها الصغير والكبير و الذكر والأنثى من تقنيات العصر التي ينبغي عدم تجاهلها والغفلة عن تأثيرها في المجتمعات. و قد تنوعت البرامج في هذه الفضائيات وأفردت بعضها الفتوى ببرنامج خاص يوجه للمشاهدين والمستمعين الذين يتلقون البث من أي مكان في العالم. فما الضوابط التي يجب أن يتحلى بها من يكون على هذه الشاشة المغرية نوعا ما؟ ولا شك أن ذلك حمل ثقيل أشبه بالامتحان الذي يدخله الإنسان وهو خائف يترقب الأسئلة غير المتوقعة، والأسئلة الحرجة. وهذا ديدن من يراقب الله في فتواه. وقد جاء هذا البحث ليركز على ضوابط مهمة من العلم والمعرفة بمقاصد الشريعة والأمانة العلمية في النقل، فضلا عن جوانب فنية تقتضيها طبيعة الإفتاء من خلال القنوات الفضائية ،كالتأني والتحري وعدم الاستعجال في إطلاق الأحكام قبل فهـــم مراد المستفتي وإفهام السامع وإيصال المعلومة اليه دون لبس أو اضطراب أو تشويش، ثم لابد للفضائية من إعداد مقدمي برامج يتصفون بالأخلاق الحميدة والقدرة على الحوار في الأمور الدينية، وأن يكونوا على مستوى من اللياقة والكياسة. وإذا كان المحاور امرأة فلابد أن تتحلى بالحجاب الشرعي الإسلامي حتى يكون للبرنامج مصداقيته وتأثيره. وللمفتي مكانته. وتوصل البحث إلى نتائج مهمة ،إذا أخذت بها الفضائيات سيكون لمثل هذه البرامج الأثر الفعال في حياة الأمة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و صحبه ومن والاه. وبعد: فإن الفتوى قناة من قنوات الدعوة إلى الله، وهي أمر تحتاجه الأمة على مر الدهور والعصور، لبيان الحق من الباطل والصحيح من الفاسد في الأقوال والأفعال والنيات. ومما لاشك فيه أن ربان الفتوى هم الراسخون في العلم المتمكنون من آدائه المت...