لقد قمت بتحقيق كتاب : "عمدة القارئ والسامع في ختم الصحيح الجامع للحافظ السخاوي (ت 902 هـ) رحمة الله "وأوليته عناية تامة وأخرجته إلى المكتبة الإسلامية عن طريق نسختين خطيتين لهذا الكتاب : الأولى من محفوظات دار الكتب المصرية برقم (329)], بخط القسطلاني (ت 923 هـ) أحد تلامذة السخاوي وهذه اعتبرتها أصلا في التحقيـق والثانيـة : من محفوظـات مكتبـة تشستربتي بدبلن / إيرلندا وهي بخط البلبيسي ( ت 937 هـ) وهو أيضا من تلامذة السخاوي مؤلف الكتاب. وقد سلكت أصول المنهج العلمي الأصيل في تحقيق المخطوطات والعناية بها من حيث مقابلة نسخها الخطية وإثبات الفروقات بينها وتوثيق المعلومات الواردة فيها وتخريج الأحاديث والآثار المذكورة فيها مع التعليق العلمي المناسب وعلمت فهرسا للموضوعات ثم قائمة المصادر والمراجع. وكتاب السخاوي هذا يعتبر من المصنفات المعروفة "بكتب الختم" وهي التي تشتمل على مجلس علمي أو أكثر يبين فيه العالم منهج الكتاب الذي كانوا يقرؤون فيه ولا يخلو ذلك من لطائف ونكات علمية وبيان لسيرة ذلك الأمام صاحب الأصل المقروء. والسخاوي رحمه الله ألف عددا من كتب الختم تعني ببعض المصنفات الحديثية : كصحيح مسلم، وسنن النسائي وسنن ابن ماجه، وغيرها. وكتابنا هذا أعني "عمدة القارئ" خصه السخاوي بالجامع الصحيح البخاري وقد تعر فيه لمسائل عدة من أبرزها : 1- بيان إمامه البخاري –رحمة الله– في الحديث والفقة وزهده وورعة. 2- نبذة نبذه عن الجامع الصحيح للبخاري وترجيحه على غيرة من الكتب المؤلفة في الحديث. 3- موازنة بين صحيحي البخاري ومسلم، ترجيح صحيح البخاري عليه. 4- وتعرض لبيان مكانه البخاري في الحديث والفقه وعلم اللغة وأنه وافق في جامعة الشافعي –رحمة الله– لكنه –أي البخاري– مجتهد وليس بشافعي المذهب. 5- ساق السخاوي إسناده إلى البخاري في آخر حديث من صحيح البخاري وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول اله : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان / حبيبتان إلى الرحمن : سبحان اله وبحمده سبحان الله العظيم" . 6- شرح السخاوي هذا الحديث وهو آخر حديث من صحيح البخاري وقد تعرض خلال ذلك لعدة مسائل. أ-ترجم لرجال إسناد البخاري لهذا الحديث وقد توسع في الترجمة للصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه ذاكرا اسمه وسبب تكنيته وأنه أكثر الصحابة رواية للحديث، والسبب في ذلك دعاء النبي له بالحفظ. ب-معنى "سبحان الله وأن اسم الله الأعظم هو الله". ج-معنى "العظيم" والنكتة في ختم هذا الحديث بالعظيم. 7- وغير ذلك من الفوائد الكثيرة التي تعرض لها السخاوي في كتابه هذا مع كثرة إيراده للروايات من الأحاديث والآثار التي تتعلق بما يورده من مسائل وقد قمت بالتعليق على ذلك كله مما أسهم في خدمة الكتاب وإظهاره في الصورة التي أرادها مؤلف الكتاب نفسه.
لقد قمت بتحقيق كتاب : "عمدة القارئ والسامع في ختم الصحيح الجامع للحافظ السخاوي (ت 902 هـ) رحمة الله "وأوليته عناية تامة وأخرجته إلى المكتبة الإسلامية عن طريق نسختين خطيتين لهذا الكتاب : الأولى من محفوظات دار الكتب المصرية برقم (329)], بخط القسطلاني (ت 923 هـ) أحد تلامذة السخاوي وهذه اعتبرتها أصلا في...