مرفقات :
(1)

 

هل انتهى الإستشراق حقا؟

مطبقاني، مازن صلاح.

يعتقد بعض الباحثين أن الاستشراق قد استنفذ أغراضه، وانتهى أثره والواقع خلال ذلك. ذلك أن من له اطلاع على أقسام الدراسات العربية، وأقسام الدراسات في الاستشراق مستمر ومتواصل، وأن القوم لم تنقطع صلتهم بالحركة الاستشراقية. وربما يكون قد تغير الاسم، ودخل في هذه الدراسات باحثون لا يتصفون بالصفات والمؤهلات التي كانت للمستشرقين السابقين ، غير أن العمل في بحث قضايا المسلمين مازال مستمراً وإن تغيرت الأساليب والوسائل .ذلك أن كلمة الاستشراق – بسبب ما صاحبها – قد أصبحت ملوثة ينفر منها الناس بسبب طمسهم وتشويهم لحقائق الإسلام وأهله. ومن هنا عمد الغربيون إلى تغير المسميات مع الاستمرار في أداء مهمة المستشرقين، بل وزادوا عليهم، وهذا ما جعل الاستشراق موجوداً ومتحلياً بشخصية أيديولوجية واجتماعية وسياسية. ومن الباحثين من يرى أن الاستشراق – في العصر الحاضر – ينقسم إلى تيارات عديدة منها : ما يطالب باستمرار الاستشراق في اهتماماته القديمة وحجتهم أن الاهتمام بالقضايا السياسية المعاصرة يتطلب اتخاذ موقف منها وهو أمر يتركه المستشرقون لرجال السياسة، بينما يطالب الشباب أن يهتم الاستشراق المعاصر ببحث العلاقات الإسلامية المسيحية المعاصرة ، وهذا ما حدث في مؤتمر المستشرقين الألمان الذي عقد في مدينة (توبنجن صيف عام 1982 م) وأبرز معاقل الاستشراق الحديث والتي يدل نشاطها على استمراره ما يلي :- 1- جامعة برتستون : فقد أسس المؤرخ اللبناني فيليب حتى برنامج دراسات الشرق الأوسط في الجامعة عام 1927 مع صديقة (بابارد دوج) ولا يزال نشاطها على اشده بإصدار الكتب وإقامة الندوات. 2- معد الشرق الأوسط : تأسس عام 1946 للمساعدة في ملء الفراغ لدى الأمريكيين، وكان دهدفه الأساس إصدار مجلة الشرق الأوسط، وعقد مؤتمر سنوي في واشنطن، بالإضافة إلى المؤتمرات والندوات الأخرى في مناطق مختلفة. 3- معهد بروكنجز ، معهد الولايات المتحدة، وجامعة جورج تاون وجامعة انديانا بلومنجتون وغير ذلك من المؤسسات وكلها ما تزال تؤدي دور الاستشراق على أكمل وجه. وغير ذلك كثير، مثل جمعية دراسات الخليج تأسست عام 1990 في أمريكا، ورابطة الشرق الأوسط تأسست عام 1990، ومؤسسة راند ومعهد البحوث والدراسات حول العلم العربي الإسلامي باكس إن بروفانس. وهو من أنشط وأهم مراكز البحث العلمي حول العالم العربي في فرنسا. ومركز دراسات الشرق الأدنى والأوسط انشئ عام 1966 وكل هذه الجامعات والمعاهد والمدارس ما تزال تقوم بمهام المستشرقين. بل وطورت من وسائلها مستفيدة من التقنية الحديثة.

يعتقد بعض الباحثين أن الاستشراق قد استنفذ أغراضه، وانتهى أثره والواقع خلال ذلك. ذلك أن من له اطلاع على أقسام الدراسات العربية، وأقسام الدراسات في الاستشراق مستمر ومتواصل، وأن القوم لم تنقطع صلتهم بالحركة الاستشراقية. وربما يكون قد تغير الاسم، ودخل في هذه الدراسات باحثون لا يتصفون بالصفات والمؤهلات ا...

المؤلف : مطبقاني، مازن صلاح.

بيانات النشر : الكويت : جامعة الكويت، 2000مـ.

التصنيف الموضوعي : الديانات|الفقه الإسلامي .

المصدر : مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية : الكويت، الكويت.

لا توجد تقييمات للمادة

المواد التي تصفحتها مؤخرا