إن تفهم محاسن الإسلام عامة، ومحاسن مقاصده خاصة ضرورة دينية، وحاجة دعوية، أما كونه ضرورة دينية : فلأنه بالفهم الصحيح للإسلام يستقيم سلوك المسلم، ويحرص على العمل بهدية. وأما كونه حاجة دعوية : فلأنه بقدر تفهم المحاسن الإسلامية، وإحسان عرضها، يقبل الناس على الإسلام، وبقدر غموضها في نفوسهم يسوء عرضها وتتشوه صورتها. وقد أثيرت شبهات عديدة حول الإسلام، وكاد بعضها يدخل إلى عقول بعض المسلمين. وإن أحسن أسلوب في رد الشبهات : أسلوب عرض المحاسن الإسلامية عرضا قويا حسنا تتلاشى تجاهه الشبهات. ولكن معظم الذين كتبوا في المقاصد الإسلامية لم يعنوا ببيان خصائصها وآثارها عنايتهم بتعريفها وبيان أنواعها. ومن هنا اخترت الكتابة عن هذه المقاصد ومحاسنها من خلال ثلاثة فصول أساسية : 1- التعريف على المقاصد وأنواعها. 2- الكشف عن خصائصها. 3- الوقوف على بعض آثارها. وعرفت المقاصد الإسلامية بأنها : (ما شرع الإسلام من أجله)، وهذه المقاصد تتنوع إلى : أ-مقاصد ضرورية . ب-مقاصد حاجية. ج-مقاصد تحسينية. وتنقسم هذه المقاصد إلى مقاصد عامة وخاصة وأصلية وتبعية، كما تتنوع خصائصها إلى ما يلي : الخصيصة الربانية، وخصيصة الكمال، والوضوح، والشمول، والتوازن والعملية والفطرية والثبات وشرعية الوسيلة. كما تظهر آثارها في أمور منها. 1- حرص المؤمن على تمثلها في نفسه على وجه تكون فيه مقاصده الشخصية تبعا لمقاصد الشرع. 2- اندفاعه إلى تحقيقها في الواقع. 3- تجنبه للمقاصد المضادة لها. 4- اهتداؤه إلى الحكم الشرعي الصحيح في المسائل المتشابهة عليه. 5- تفسيره لكثير من اجتهادات العلماء والأسلاف. 6- ترجيحه بين الأقوال المختلفة في المسألة الواحدة. 7- استبشاره بحسن العاقبة، وتحقيق الوعد. 8- تقبل المنصفين لدين الإسلام إذا ما تفهموا مقاصده. 9- تلاشي كثير من الشبهات المثارة حول الإسلام إلى غير ذلك من آثار عمليه مفيدة.
إن تفهم محاسن الإسلام عامة، ومحاسن مقاصده خاصة ضرورة دينية، وحاجة دعوية، أما كونه ضرورة دينية : فلأنه بالفهم الصحيح للإسلام يستقيم سلوك المسلم، ويحرص على العمل بهدية. وأما كونه حاجة دعوية : فلأنه بقدر تفهم المحاسن الإسلامية، وإحسان عرضها، يقبل الناس على الإسلام، وبقدر غموضها في نفوسهم يسوء عرضها وتت...