إن الدولة الإسلامية – وعلى رأسها خليفة يحكمها – ظهرت إلى التاريخ وقد عم الظلام وعبادة الذات، وعبادة الحكام، والأحجار، والكواكب ، والخرافات، وظهر هذا النظام الإسلامي كاملا، واضح الأصول ، بين القسمات، لم ينحدر من ثقافة عربية أو غير عربية، وإنما برز إلى الحياة راشداً يافعا، وما ذلك إلا لانه رباني التعاليم، إلهي الأركان والمعالم . كـما أن نظام الخلافة الذي كان يحكم الدولة الإسلامية كان نظاما مدنيا ، لا ثويقراطيا، تختار الأمة فيه الخليفة أو الإمام بمحض إرادتها، ولم يفرض عليها أحد بذاته ، أو شخص لقربه أو بعده، وإنما يختار لصلاحة وقدرته على تحمل المسؤولية والقيام برعاية الناس دينا ودينا. ولقد كان هذا النظام رحمة للإنسان، وتحريرا له من العبودية التي عانى منها زمنا ليس بالقليل، وجاء للبشرية عامة ، لا للمسلمين فقط ، حيث كان الناس في الدولة الإسلامية على اختلاف مشاربهم وألوانهم وأديانهم لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، فكان - بحق - كما قال تعالى لرسوله (وما أرسلناك إلا رحمه للعاملين) . هذا وقد ألقينا نظرة على خطوات هذا النظام، واستدعينا أسانيد لتوثيق هذه النظرة، وعلى رجاله، وشروط اختيارهم ثم بينا أن الإمامة في الإسلام هي عقد وكالة من الأمة وهذا – في الحقيقة – يجعلها نظاًماً فريداً بين الأنظمة .
إن الدولة الإسلامية – وعلى رأسها خليفة يحكمها – ظهرت إلى التاريخ وقد عم الظلام وعبادة الذات، وعبادة الحكام، والأحجار، والكواكب ، والخرافات، وظهر هذا النظام الإسلامي كاملا، واضح الأصول ، بين القسمات، لم ينحدر من ثقافة عربية أو غير عربية، وإنما برز إلى الحياة راشداً يافعا، وما ذلك إلا لانه رباني التعا...