لا تتعارض الأحاديث النبوية في الحقيقة، إنما يقع ذلك في فهمنا وتصورنا، ومن ذلك حديث ثوبان الله الذي قال فيه النبي : لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا .... حيث وجد إشكال بينه وبين ظاهر القرآن الكريم في عدم بطلان العمل بالمعاصي والذنوب، وفيما بينه وبين غيره من الأحاديث التي لا تبطل العمل بذلك. وقد جرت الدراسة حول الحديث رواية ودراية، حيث تم فيه تخريج الحديث، ثم دراسة إسناده دراسة مطولة، والحكم على الحديث بالقبول، وهو أنه حديث حسن، وكذلك رفع الاشكال والاختلاف الواردين في الحديث الشريف، وذلك ببيان الاشكال في تعارضه مع ظاهر القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في بطلان الأعمال الصالحة بالمعاصي في السر، وأن ذلك محمول على النفاق والمنافق، أو البطلان البعضي، وليس الكلي. وكذلك رفع الاختلاف الوارد في حديث ثوبان مع حديث أبي هريرة . : «كل أمتى معافي إلا المجاهرين، وذلك بأن يكون الاحباط انما يكون بعد المؤاخذة من الرب سبحانه وتعالى على سبيل إيقاع العقاب ونفوذه.
لا تتعارض الأحاديث النبوية في الحقيقة، إنما يقع ذلك في فهمنا وتصورنا، ومن ذلك حديث ثوبان الله الذي قال فيه النبي : لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا .... حيث وجد إشكال بينه وبين ظاهر القرآن الكريم في عدم بطلان العمل بالمعاصي والذنو...