مفهوم التجديد في الفقه مختلف في تحديده ، ونتيجة لذلك اختلفوا في قبوله أو رده ، وقد ذكر النبي "صلى الله عليه وسلم " ( أن الله يبعث للأمة كل مائة سنة من تجدد لها دينها ) ، ولا يلزم منه أن يكون المبعوث على رأس المائة رجلاً واحداً ، فقد يكون أكثر ، ولا يلزم أن يكون المبعوث من العلماء ، فإن انتفاع الأمة بغيرهم أيضاً كثير ، مثل أولي الأمر والزهاد وغيرهم . لكن يشترط أن يكون عزم المجدد نشر العلم وإحياء السنة ومحاربة البدعة ، فإن التجديد ليس المقصود به إضافة ما هو جديد ، فهذا ابتداع في الدين لكنه إعادة إحياء القديم بعد دروسه ، فإن مضي قرن من الزمان مظنة لانخرام العلماء وظهور البدع ، فتشتد الحاجة حينئذ إلى إحياء ما اندرس من أحكام الشريعة ، وما خفي من معالم السنن ، فيبعث الله المجدد حينئذ ، إجراء لهذه الأمة مع علمائهم مجرى بني إسرائيل مع أنبيائهم . ومن أظهر صور التجديد في التقوى في عصرنا : عدم الالتزام فيها بمذهب من المذاهب بينما بلغ التقليد في سلف القرون إلى حد نصوا فيه على أن الفقيه المتبع لمذهب إمام عليه أن يتخذ نصوص إمامه أصولاً يستنبط منها ، دون نصوص الكتاب والسنة ، بدعوى أن الفقه ملكة استنباط الأحكام من الأدلة الشرعية ، ولا يتصف بها إلا المجتهد المطلق ، ولا يسلم لأحد ادعاء هذه المرتبة بعد الأئمة الأربعة .
مفهوم التجديد في الفقه مختلف في تحديده ، ونتيجة لذلك اختلفوا في قبوله أو رده ، وقد ذكر النبي "صلى الله عليه وسلم " ( أن الله يبعث للأمة كل مائة سنة من تجدد لها دينها ) ، ولا يلزم منه أن يكون المبعوث على رأس المائة رجلاً واحداً ، فقد يكون أكثر ، ولا يلزم أن يكون المبعوث من العلماء ، فإن انتفاع الأمة ...