خلق الله النفس البشرية وفيها كثير من الصفات الإيجابية والسلبية ، ومن تلك الصفات السلبية : المرض النفسي ، المسمى بالهلع ، الذي بين الحق تبارك وتعالى سماته في سورة المعارج في أمرين : - الأمر الأول :سرعة الجزع وشدته في الشر . والأمر الثاني : .سرعة المنع والمبالغة فيه في الخير . قال الإمام الطبري مفسراً النص القرآني : " إذا قل ماله وناله الفقر والعدم ، فهو جزوع من ذلك لا صبر له عليه ، وإذا كثر ماله ، ونال الغنى ، فهو منوع لما في يده ، بخيل به ، لا ينفعه في طاعة الله ، ولا يؤدي حق الله منه . وذكر الله سبحانه وتعالى كذلك في السورة الكريمة : العلاج من هذا المرض ، وقد تجلى العلاج – من واقع السورة – في الالتزام بكل قواعد الإسلام : عقيدة ، وتشريعاً ، وأخلاقاً ، وهذه القواعد الواردة في السورة جاءت بطريقين : طريق المنطوق ، وطريق المفهوم . وتعاليم الإسلام في مجال العقيدة الواردة بطريق المنطوق تتجلى في التصديق بيوم القيامة ، وفى الإشفاق من عذاب رب العالمين ، وباقي قضايا العقيدة واردة بطريق المفهوم ، وقواعد الإسلام في مجال الشريعة الواردة بطريق المنطوق تتمثل في الدوام على الصلاة والمحافظة عليها ، وفي أداء الحق المعلوم في الأموال للسائل والمحروم ، مثل الزكاة ، وباقي قواعد الشريعة واردة في السورة بطريق المفهوم . وتعاليم الإسلام في مجال الأخلاق الواردة بطريق المنطوق تتجلى في حفظ الفروج عن المحرمات ، وفي أداء الأمانات والوفاء بالعهد ومراعاتهما ، وفي القيام بالشهادات الحقة ، وباقي تعاليم الإسلام في الأخلاق واردة في السورة بطريق المفهوم . باختصار إن العلاج من مرض الهلع يكون في الالتزام بكل قواعد الإسلام عقيدة ، وتشريعاً ، وأخلاقاً ، وتطبيقها ، والعمل بها ، وكلها جاءت في السورة الكريمة ، غير أن بعضها جاء بطريق المنطوق ، وبعضها الآخر ورد بطريق المفهوم ، وما جاء بطريق المنطوق دال على الوارد بطريق المفهوم.
خلق الله النفس البشرية وفيها كثير من الصفات الإيجابية والسلبية ، ومن تلك الصفات السلبية : المرض النفسي ، المسمى بالهلع ، الذي بين الحق تبارك وتعالى سماته في سورة المعارج في أمرين : - الأمر الأول :سرعة الجزع وشدته في الشر . والأمر الثاني : .سرعة المنع والمبالغة فيه في الخير . قال الإمام الطبري مفسراً...