إن من أهم ما اختص الله به هذه الأمة الإسلامية وفضلها به على غيرها من الأمم : الإسناد ، فالإسناد: هو معيار معرفة ما صح وما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيام ذلك ومبناه على أقوال النقاد من المحدثين حيث اهتموا برواة الأحاديث النبوية اهتماماً كبيراً ، وتتبعوا سيرهم ، لمعرفة صدقهم من كذبهم ، وعدالتهم من فسقهم ، فكان من نتائج ذلك أن حكموا على نقله الأحاديث بعبارات كاشفة ، وصيغ مصنفة ، صارت بعد ذلك هي المرجع في تقويم نقله الأخبار والحكم على مروياتهم صحة وضعفاً . وتعددت مصطلحاتهم في وصف الرواة ، فكان منها : ثقة ، وحجة ، وثبت ، ولا بأس به ، وصدوق ، ومحله الصدق ..إلى غير ذلك من العبارات ، ولكن سرعان ما يستغرق الواقف على أقوال النقاد على اختلافهم في راوٍ وتباين مصطلحاتهم في نقده ، كقول بعضهم " ثقة " مع قول بعض " ضعيف " والأغرب أن يعلم أن مثل هذا التعارض في الراوي قد يقع من الناقد الواحد ، مرة يوثقه ، ومرة يضعفه . وهذا البحث يعني بقضية تعارض مصطلحات الجرح والتعديل ، سواء أكان التعارض حقيقياً أو ظاهرياً أو نسبياً ، إذ كل ذلك هو المشكلة المطروحة في علم الجرح والتعديل ، وقد سميته ( أسباب تعارض مصطلحات الجرح والتعديل لدى ناقد واحد في راو واحد وضوابطه ، محاولة الوقوف على تلك الأسباب وتوجيه أقوال الناقد ، سواء بتأويل ، أو بترجيح ، أو بتقييد ، أو بتخصيص.
إن من أهم ما اختص الله به هذه الأمة الإسلامية وفضلها به على غيرها من الأمم : الإسناد ، فالإسناد: هو معيار معرفة ما صح وما لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيام ذلك ومبناه على أقوال النقاد من المحدثين حيث اهتموا برواة الأحاديث النبوية اهتماماً كبيراً ، وتتبعوا سيرهم ، لمعرفة صدقهم من كذبهم ، وعد...