يتناول هذا البحث مخالفة المذهب عند فقهاء المالكية، والمنهج التجديدي في ذلك، بحيث يعرض وجهها المضيء من كونها ليست عملية سلبية، أو شذوذا عن المنهج الصحيح، والمنهج المتبع في هذا البحث هو المنهج الوصفي، وكم ينقسم الناس إلى عوام ومجتهدين، فإن الاجتهاد مراتب. من هنا فإن فقهاء المذهب ليسوا كلهم على درجة واحدة، فمنهم المجتهد المُخَرِّج، ومنهم من دون ذلك، إلى أن يصل الأمر لمرحلة الفقه المجازي الذي هو إتقان مختصر من مختصرات المذهب، وهكذا فإنه من الطبيعي أن تكون في هذا المذهب العريض وجهات نظر مختلفة، وآراء يحسبها أكثر أهل المذهب شاذة، أو مردودة، لكنها تبقى آراء انتهجها علماء ليس للهوى نصيب في اختيارهم أو ترجيحهم، فينبغي أن تكون لها قيمتها العلمية، لذلك فإن هذا البحث سيتعرض لتوضيح مصطلح المذهب عند المالكية، كما سيتعرض لبيان أسباب مخالفة المذهب. وقد توصل البحث إلى أن مصطلح المذهب باعتبار هذا الموضوع: مذهب تدريس، وإفتاء، وقضاء. كما توصل إلى أن أبرز تلك الأسباب التي جعلت فقهاء المذهب يخالفونه هي: الدليل القوي، والمصلحة ،ومراعاة اليسر، والعرف أو العادة، وتأثير المذاهب الأخرى. وبناء على ما سبق فإن مخالفة المذهب ناتجة عن التطور الفكري لعلماء المذهب المالكي، وخروجهم عن سطوة القول الواحد، رغم نكير جمع من المتأخرين علىهم
يتناول هذا البحث مخالفة المذهب عند فقهاء المالكية، والمنهج التجديدي في ذلك، بحيث يعرض وجهها المضيء من كونها ليست عملية سلبية، أو شذوذا عن المنهج الصحيح، والمنهج المتبع في هذا البحث هو المنهج الوصفي، وكم ينقسم الناس إلى عوام ومجتهدين، فإن الاجتهاد مراتب. من هنا فإن فقهاء المذهب ليسوا كلهم على درجة وا...