يأتي هذا البحث ليلقي الضوء على جانب من جوانب مسائل أصول الفقه التي خالف فيها الواقفية جمهور علماء الأصول، فكان لهم آراء اختصوا بها، وصلت إلى خمس وثلاثين مسألة لنتعرف بعدها على الدور الحقيقي الذي لعبته هذه الآراء في علم أصول الفقه ؟ وقد عرض البحث لأهم العلماء الذين قالوا بالوقف، والذين لم ينحصروا في مذهب واحد أو اتجاه فكري معين، بل تنوعت انتماءاتهم، وإن كان يجمع أكثرهم أنهم من المتكلمين الأشاعرة من أتباع المذاهب الفقهية الأربعة، وعرض الباحث كذلك إلى الأسباب التي أوجبت توقفهم من خلال استقصاء هذه الآراء وتتبعها، فوجدها بعد الاستقراء لا تعدو خمسة أسباب، وهي : ارتباط بعض مسائل أصول الفقه بعلم الكلام، والقول بقطعية الأدلة الأصولية وأنها ينبغي أن تبنى على قاطع فقط، وعدم معرفة الدليل والمدلول، والتعارض بين الأدلة، والاشتراك، وقد وقف العلماء القدامى والمحدثون موقف الناقد المذهب الواقفية، تمثل في: انفصال علم الأصول عن الفقه، وتعطيل أحكام الشريعة، والتكليف بما لا يطاق، وتعطيل دور المجتهد.
يأتي هذا البحث ليلقي الضوء على جانب من جوانب مسائل أصول الفقه التي خالف فيها الواقفية جمهور علماء الأصول، فكان لهم آراء اختصوا بها، وصلت إلى خمس وثلاثين مسألة لنتعرف بعدها على الدور الحقيقي الذي لعبته هذه الآراء في علم أصول الفقه ؟ وقد عرض البحث لأهم العلماء الذين قالوا بالوقف، والذين لم ينحصروا في ...