لقد خلص البحث إلى أن الشريعة الغراء قد تفوقت على غيرها من القوانين في منهجها الفريد في حماية حق الإنسان في حياته الخاصة : ففي حين نجد أن القانون اقتصر على تجريم الاعتداء، وتحديد العقوبة الناتجة عن ذلك، فم ناحية الأصل : نرى أن الشريعة قد شددت على حرمة التعرض لهذا الحق أو انتهاكه منذ بداية التشريع، فهو حق قديم قدم التنزيل نفسه، وحمته بنصوص خالدة ليست عرضة للتبديل أو التأويل، وجعلت منه حقاً كباقي الحقوق والتي هي منحة ربانية غير قابلة للإبطال أو الإلغاء، ومن ناحية التطبيق : نرى أن الشريعة الإسلامية جعلت - في حالات معينة - لمن انتهك حقه أن يرد هذا الانتهاك ولو بأذى يوقعه، وعلم الأفراد الاستئذان والاستئناس ولو على أهل البيت أنفسهم عند الدخول، بالإضافة إلى أمره بغض النظر، وعدم إطلاقه والاحتراس من اختلاسه، وأمر بالوقوف على جانب الباب لا أمامه ، انتهاء بالنهي عن الظن الذي هو سبب تتبع العورات وكشف المستور ، كما وخلص إلى أن الشريعة عرفت مناطق الحق وعناصره بكل تنوعها، وما نص عليها كان علامة على غيرها وليس حداً لها أو اقتصارا عليها ، دلالة على مرونة هذه الشريعة وصلاحيتها لكل زمان.
لقد خلص البحث إلى أن الشريعة الغراء قد تفوقت على غيرها من القوانين في منهجها الفريد في حماية حق الإنسان في حياته الخاصة : ففي حين نجد أن القانون اقتصر على تجريم الاعتداء، وتحديد العقوبة الناتجة عن ذلك، فم ناحية الأصل : نرى أن الشريعة قد شددت على حرمة التعرض لهذا الحق أو انتهاكه منذ بداية التشريع، فه...