من خصائص اللغة العربية وميزاتها البلاغية قابلية المعنى للاتساع، بأن يجيء الكلام على حالة يحتمل فيها أكثر من معنى، وكل المعاني المحتملة مرادة، أو على الأقل ليست مستبعدة، وهذه الدراسة جاءت لبيان ما إذا كانت هذه الخاصية متوافرة في القرآن، والحال أنه كلام محدود الألفاظ، وما يحتاجه الناس منه في دينهم ودنياهم غير محدود. وقد تبين بالدراسة أن الخاصية جاءت في القرآن على أتم وجه، إلى حد جعل القرآن قادراً على أن يفي ببيان ما يهم الناس في أمور دينهم ودنياهم. واعتمدت هذه السمة على ميزات في اللغة أتاحت المجال للمعاني لأن تتسع، من هذه الميزات ما يعود لدلالة اللفظ، ومنها ما يعود إلى صيغته الصرفية، ومنها ما يعود لتركيب الكلام، ومنها : ما يعود لاستخدام حروف المعاني، ومن أسباب اتساع المعاني الخاصة بالقرآن : نزوله بعدة قراءات . وقد تناولت أكثر أسباب اتساع المعنى شيوعاً في القرآن التي لم تحظ بالدراسة الوافية، وحصرتها من خلال استقراء للقرآن، ثم درستها من خلال المنهج التحليلي والاستنباطي والمقارن، وبدا لي في نهاية الدراسة أن لهذه الخاصية أثراً في التفسير، كما أن لها أثراً في المستوى البلاغي للقرآن، ومن ثم هي مظهر من مظاهر الإعجاز القرآني.
من خصائص اللغة العربية وميزاتها البلاغية قابلية المعنى للاتساع، بأن يجيء الكلام على حالة يحتمل فيها أكثر من معنى، وكل المعاني المحتملة مرادة، أو على الأقل ليست مستبعدة، وهذه الدراسة جاءت لبيان ما إذا كانت هذه الخاصية متوافرة في القرآن، والحال أنه كلام محدود الألفاظ، وما يحتاجه الناس منه في دينهم ودن...