هذا البحث يدفع افتراء من ادعى أن الحديث النبوي الشريف لا يٌستشهد به في النحو، لأنه قد اعتراه الكثير من لحن الأعاجم، وأن الكثير من المحدثين لا يتقنون علم النحو، مما سبب وجود الخطأ في رواياتهم للأحاديث. وهذه الفرية مدفوعة بجملة أمور ، منها: أن تعلم النحو كان مقدماً على طلب الحديث، ليسهل على المحدث الفهم وصحة الرواية ، وقد احتج بالحديث أغلب النحاة. وما اتهم به بعضهم من وجود اللحن في رواياتهم فإنما هم نفر قليل، وكان ذلك في أول طلبهم للعلم ، وقد أجمع النحاة المتقدمون - إجماعاً سكوتياً - على الاستشهاد بالحديث النبوي الشريف، واتفق المتأخرون - أيضاً - على ذلك. وأول من افترى هذه الفرية : ابن الضائع. ثم تابعه ابن حيان، ومما يدفع هذه الفرية: أن تدوين السنة كان جله في عصر الاستشهاد حيث سلامة اللغة وبعدها عن اللحن. وأما ما ورد من لحن على ألسنة بعض الرواة فقد اتفق العلماء على إصلاح كل ما يغير المعنى. وهو إن دل على شيء ، فإنما يدل على أمانتهم، حيث يؤدون اللفظ كما سمعوه. وقد كان المحدثون دقيقين في روايتهم، ووضعوا الضوابط الدقيقة لحفظ الحديث وصونه من اللحن أو التحريف.
هذا البحث يدفع افتراء من ادعى أن الحديث النبوي الشريف لا يٌستشهد به في النحو، لأنه قد اعتراه الكثير من لحن الأعاجم، وأن الكثير من المحدثين لا يتقنون علم النحو، مما سبب وجود الخطأ في رواياتهم للأحاديث. وهذه الفرية مدفوعة بجملة أمور ، منها: أن تعلم النحو كان مقدماً على طلب الحديث، ليسهل على المحدث الف...