لا بد من التأكيد على أهمية مقصد الدين في دارسة الصراع العربي الصهيوني ، إذ لا يخفى على أحد أن الدين أس الضروريات ، وإذا اختل يلزم منه اختلال باقي الضروريات أو الحاجيات أو التحسينيات ، مع ضرورة دراسة إشكالياتنا السياسية من بُعد مقاصدي أصولي، إذ بهذا المنظور تكون الأحكام المتفرعة عنها أحكم وأضبط شرعياً في توصيف الإشكالية. هناك معالم دينية أساسية واضحة في الصراع العربي الصهيوني ، أبرزهــا تحـــدد في " الإنسان " ، " المكان "، " الزمان "، وهي بمجملها تشير إلى معيار الدين في هذا الصراع. وإن تحديد معيار المصالح والمفاسد في أي مقصد أصلي نريد أن يكون داعماً وسنداً لضروري الدين ، لأن المقاصد بذاتها تعمل على جلب المصالح ودرء المفاسد. وكذلك توضيح موقع المقاصد الأصلية والمقاصد التابعة من الضروري ، ذو أهمية بالغة ، إذ كلما ازدادت هذه المقاصد من الضروري تزداد أهميتهم ، وكلما بُعدت عن خدمة الضروري ، صارت في موضع الظن والضعف. ولا بد من الربط بين الأحداث والوقائع الانفرادية للقضية الفلسطينية بالنسق الكلي والعام لها، من خلال إطار المقاصد الشرعية ، إذ به تتحدد نظرتنا الشرعية ، ومن دون تكون هذه النظرة جزئية وغير فاعلة. ويعد الوعي الديني بالقضية الفلسطينية مقصد أصلي ، إذ به يتعرف المتابع للقضية على أهمية الدين في تحريك مسار الصراع ما بين المسلمين واليهود ، ويوازيه حتمية النصر قبل يوم القيامة. كما يجدر بنا استحضار مفهوم الدعوة الإسلامية في خضم الصراع مع الصهاينة ، وأن لا يكون الصراع الديني حاجزاً في أي وقت من الأوقات في دعوة اليهود وغيرهم لهذا الدين القويم. والجهاد والمقاومة مقصد أصلي في الحفاظ على ضرورية الدين بتشعباته المختلفة أو مسالكه العديدة ، وبالاستقراء تبين أن في هذا المقصد علاقة مطردة بباقي المقاصد. ولا شك أن التيار الإسلامي الملتزم بمنهج الإسلام قرآناً وسنة هو الأجدر أن ينصر ويؤيد على باقي الجماعات والمنظمات العلمانية واليسارية في فلسطين وغيرها .
لا بد من التأكيد على أهمية مقصد الدين في دارسة الصراع العربي الصهيوني ، إذ لا يخفى على أحد أن الدين أس الضروريات ، وإذا اختل يلزم منه اختلال باقي الضروريات أو الحاجيات أو التحسينيات ، مع ضرورة دراسة إشكالياتنا السياسية من بُعد مقاصدي أصولي، إذ بهذا المنظور تكون الأحكام المتفرعة عنها أحكم وأضبط شرعيا...