فمما لا شك فيه: أن جريمة البغي من الموضوعات المهمة التي تتجدد الحاجة إلى الوقوف على أحكامها، ومعرفة آثارها وأضرارها، وبما أن لجريمة البغي آثارا سيئة على الأفراد والأوطان؛ لأنها تعدد الأمن والأمان، وتفتك بالرجال والنساء والولدان، فرأيت من واجبي أن أسهم في بيان الحكم الشرعي لهذه الجريمة النكراء، حتى يعرف المسلم حكم هذه الجريمة وآثارها السيئة، فلا تسول له نفسه الإقدام عليها. والقرآن الكريم قد واجه إمكان وقوع القتال بين طائفتين من المؤمنين، وذلك في قوله جل شأنه: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)). والقرآن الكريم إذ يوضح ذلك يضع للأمة الإسلامية هذه القاعدة التشريعية العامة المحكمة لصيانة المجتمع الإسلامي من التفكك والخصام والتفرق، تحت سيطرة النزوات والاندفاعات، ثم لإقرار الحق والعدل والصلاح، والارتكان في هذا كله إلى تقوى الله، ورجاء رحمته بإقرار العدل والصلاح.
فمما لا شك فيه: أن جريمة البغي من الموضوعات المهمة التي تتجدد الحاجة إلى الوقوف على أحكامها، ومعرفة آثارها وأضرارها، وبما أن لجريمة البغي آثارا سيئة على الأفراد والأوطان؛ لأنها تعدد الأمن والأمان، وتفتك بالرجال والنساء والولدان، فرأيت من واجبي أن أسهم في بيان الحكم الشرعي لهذه الجريمة النكراء، حتى ي...