إنَّ دخول المؤمن في كافة أحكام الإسلام والأخذ بجميع شرائعه القويمة: هو من تمام انقياده لدينه ، وكمال استسلامه لربه تبارك وتعالى ، وذلك ممَّا يُيسر له التحلي بآدابه الشرعية ، كما يُورثه التخلق بأخلاقه الكريمة، وإن من مظاهر الاستسلام وصدق الدخول في شرائع الدين كافة : الأخذ بتوجيهات الإسلام في جميع المستجدات التي تطرأ على المسلمين في واقعهم المعاصر، ومن ذلك التحلي بالآداب الشرعية في وسائل النقل التي أكرمهم الله تعالى بها؛ لتحملهم وتحمل أثقالهم إلى بلد لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، إذ لا يتصور أن يستشعر قائد المركبة أنَّه يُمثل بهذه القيادة أحكام وآداب الإسلام ثُمَّ يُخلُّ بشيء مما ألزم به من أنظمة المرور ؛ لأنَّ السلم الذي أمرنا بالدخول فيه كافة يتضمن الالتزام بهذه الأنظمة الحادثة والأنشطة الحياتية التي تصلح للنَّاس شؤونهم ، وتقيهم من الأخطار ، فهي تُحقق للسائق - والمركبته أيضاً - وللآخرين الأمن ، وتكفل لهم السلامة وتعصمهم من الحوادث. وهذه الأنظمة تتطلب وجود تشريعات ولوائح تحدد لسائقي المركبات الحقوق والواجبات، وتضع لهم الحدود والضوابط، وتنص على الجزاءات والعقوبات للمخالفين منهم، وتحلُّهم في الوقت نفسه على التّحلّي بمكارم الأخلاق التي جاء بها دين الإسلام، ومن تأمل في حال الناس وما يعيشونه - أثناء تنقلاتهم من الفوضى والاضطراب يجد أن مرد ذلك كله مخالفة نصوص الوحي ، ومُعارضة مبادئ الإسلام، ففي الإخلال بأدب من الآداب المرورية نوع من أنواع الإفساد في الأرض ، وضرب من ضُروب الإهلاك للحرث والنسل،ألا ما أحوجنا - أفراداً ومجتمعات - إلى التحلي بالأخلاق الإسلامية التي تحملنا على التجمل والتحلي بما سيأتي عرضه من آداب المرور، فهذه الأخلاق الإسلامية لها أعظم الأثر في تحلي السائق بجميع الآداب المتعلقة بوسائل النقل في هذا العصر، الأمر الذي يجعل التوعية بالآداب المذكورة نوعاً من أنواع التعاون على البر والتقوى وضرباً من ضروب التواصي بالحق والخير.
إنَّ دخول المؤمن في كافة أحكام الإسلام والأخذ بجميع شرائعه القويمة: هو من تمام انقياده لدينه ، وكمال استسلامه لربه تبارك وتعالى ، وذلك ممَّا يُيسر له التحلي بآدابه الشرعية ، كما يُورثه التخلق بأخلاقه الكريمة، وإن من مظاهر الاستسلام وصدق الدخول في شرائع الدين كافة : الأخذ بتوجيهات الإسلام في جميع الم...